أيوب عليه السلام
أيوب عليه السلام
أيوب عليه السلام
سيدنا أيوب عليه السلام نسبه هو : أيوب بن موص بن زراح رعوئيل بن عيسو بن إسحاق من ذرية إبراهيم عليه السلام .
كان متزوجا من ابنة عمه , رحمة بنت يوسف بن يعقوب عليهما السلام .
و قال تعالى ( و من ذريته داوود و سليمان و أيوب و يوسف و موسى و هارون )
و كان أيوب عليه السلام مثالا في التقى و الورع , رحيم بالمساكين ,
مكرما بالضيف , يؤوي الأيتام و يدعو إلى عبادة الله وحده , و قد رزقه الله
من خيرة المال و الأنعام و العبيد و المواشي في بلاد حوران التي عاش فيها ,
و كان له زوجة صالحة و أولاد , و بما أن النبي أيوب عليه السلام بعث حران و
لم يتعرض القرآن الكريم لحياته الدعوية و إنما اكتفى بذكر بعض صفاته حيث
روي أنه كانت لأيوب عليه السلام نواح من دمشق يمتلكها , و هي من نعم الله عليه
لكن تلك النواح سلبت منه شيئا فشيئا و هو صابر محتسب و كان شكورا لأنعم
الله مؤديا حق مولاه عليه , أيوب كان أميرا غنيا عظيما محسا .
___________________________
المحن التي ابتلاه الله نبيه أيوب عليه السلام :
ورد في القرآن الكريم أن أيوب عليه السلام تعرض للابتلاء بالمحن و
مدحه الله تعالى في قوله ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )
فبعد أن امتحنه الله سبحانه بالنعم و أدى شكرها , بدأ امتحانه بمحن ثلاث
من الله تعالى في أولاده و صحته و ماله , ففقد في البداية ماله ثم أولاده
و أخيرا صحته , و نشبت به الأمراض المضنية المضجرة و تركه الأهل و الأصدقاء و
انصرف الجميع عنه فلم يبق معه أحد سوى زوجته و كانت لشدة حرصها على شفائه
تلتمس له الدواء قدر الإمكان فكانت نعم الزوجة في مواساة زوجها و دعمه فقامت
على خدمته و مساعدته بكل صبر و احتساب و كانت تعمل عند الناس حتى تستطيع
أن تدبر أمرها هي و زوجها و توفر العلاج لزوجها حتى وصل الأمر إلى أن الناس رفضوا
العمل معها خوفا أن تسبب لهم العدوى ,و لم يبق شيئا سليما لديه إلا قلبه و لسانه
حيث أن أيوب استمر في صبره و حمده لله فأصبح إمام الصابرين حيث أن
المصائب التي ابتلي به لم تمنعه عن عبادة الله و طاعته ,
ماذا طلبت زوجة أيوب عليه السلام من زوجها أيوب ؟
صبرا أيوب عليه السلام صبرا يضرب به المثل و قد قيل أنه استمر الابتلاء
به 18 عاما و هو صابر محتسب الأجر عند ربه , و لما طلبت زوجته منه أن
يكشف الله عنهم البلاء , أخبرها بأن الله سبحانه أنعم عليهم مدة طويلة من
الزمن , فكيف لا يصبر على ما أصيبوا به من محن , فما كان منها إلا الصبر
و المواساة لزوجها و الإنفاق على زوجها دون أن تنحرف عن طريق الحق , و
لما رفض الناس التعامل معها و انقطعت فرص العمل لديها , قامت بقص
ضفيرتيها و بيعها لإحدى بنات الأشراف , مقابل حصة وفيرة من الطعام ثم
عمدت للضفيرة الثانية و قامت ببيعها للإنفاق على زوجها أيوب عليه السلام .
و حتى اضطرت زوجته لبيع ضفيرتي شعرها لتنفق على زوجها فعلم النبي الكريم
فحزن حزنا شديدا و تألم ألما عظيما بقلبه , عند ذلك آثر أن يدعو الله سبحانه تعالى
ليكشف عنهم البلاء الذي جعل زوجته تعمل أي شيء مما أحله الله لمساعدة زوجته
, و بما أن تم الأجل المقدر من الله تعالى لابتلاء أيوب بالمحن و بتيسير و تقدير الله
ماذا حصل لأيوب عليه السلام ؟
دعا أيوب ربه أن يكشف عنه البلاء و المصائب التي ابتلي به إذ قال ( ربي إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين )
و تأدب في دعائه مع ربه و نسب الضرر للشيطان , فاستجاب الله لدعائه فانفرجت عنه و عن زوجته الكرب و رفع البلاء عنهما و ذلك : أن الله أمر أيوب عليه السلام بأن يضرب على الأرض برجله فيخرج الماء و يغتسل منه و يتعافى من كربته , وفضرب و خرج الماء , فأمره تعالى بأن يشرب منه و هنا تكاملت العافية فيه .
و ذكر : أن زوجته جاءت إليه, فرأت العافية و الصحة فيه , فسعدت به ودخلت عليه و أراد زوجها أيوب عليه السلام أن يبرباليمين الذي أقسمه و يضرب زوجته مئة سوط حيث كان أقسم في حين بلاءه بضربها بسوط حينما
وسوس الشيطان أن يدخل على أيوب , فجاءت إليه و في نفسها اليأس و الضجر طالبا إياه بدعاء الله لكشف المصيبة عنهم , فأوحى الله إليه أن يأخذ ضغثا و يضربها به برا بقسمه
و كوفئ على صبره بفقد الولد بأن أعاد الله له و أهله و مثلهم معهم , حيث ذكر الله في كتابه (ووهبنا له و أهله و مثلهم معهم رحمة منا و ذكرى لأولي الألباب )
حيث قيل : ولد له (26) ولدا ذكرا , و كان من أولاده ( بشر ) اصطفاه الله و جعله رسولا و سماه ذا الكفل .
و رد لزوجته رحمة حسنها وجمالها و هي التي ولدت له 26 ولدا من بينهم ذا الكفل و هود و بشر .و ماتت رحمة في حياة أيوب عليه السلام و دفنت بأرض الشام .
عاش عليه السلام 93 سنة . ثم مات عليه الصلاة و أتم التسليم
