من هم أصحاب الأخدود؟

أصحاب الأخدود، بالتأكيد قرأت القرآن الكريم بما أنك مسلم !! و مر عليك قصة أصحاب الأخدود في
سورة #البروج , فالسؤال ليس غريبا عليك , و إنما هل تعرف القصة لهؤلاء الأشخاص ؟؟
في مقالنا اليوم سنتحدث عن قصة من قصص القرآن التي
تحمل لنا الكثير من العبر و المواعظ التي تفيد المسلم في حياته كلها .
ما معنى كلمة الأخدود في القرآن الكريم؟
عبارة عن شق غائر \ فتحة عميقة في الأرض على شكل مستطيل .
قصة أصحاب الأخدود في سورة البروج
هذه القصة حصلت لأصحابها و ذلك اضطهادا للمسلمين الذين آمنوا بالله آنذاك ,
حيث كان في ذلك الزمن ملك ظالم كافر بالله عز و جل , كان يسمى ب(ذي نواس ),
و كان أخر ملك من ملوك _حمير و كان من قوم تبع , هذا الملك كان يهودي الديانة , و كان
تحت يده أصحاب الأخدود الذين كانوا عبارة عن رعية اعتنقوا النصرانية بعدما كانوا على
الدين اليهودي !! , و حصل أن وصل للملك ذي نواس أن رجلا من النصارى قد أتى
لأض نجران و بدأ ينشر دين النبي عيسى عليه السلام , و الناس هناك أحبوا هذا
الرجل الؤمن و آمنوا به ,هذا الأمر أثار غضب هذا الملك الظالم , فصمم على التوجه إليهم مع جيشه ,
ليجبرهم للرجوع إلى الديانة اليهودية , و قام بتخييرهم إحدى الأمرين ,
إما أن يرجعوا للديانة اليهودية , أو أنه سوف يقتلهم جميعا !
لكن هذه الرعية المؤمنة , فضلت دار البقاء على دار الفناء !!
فضلت النعم الآخروية على النعم الدنيوية , لأن الدنيا مهما طال بها الأمد
إلا و لها نهاية ! لهذا قرروا البقاء على دينهم النصرانية آنذاك و الإيمان بالله و
عبادته وحده لا شريك له , مهما كانت النتيجة , غضب الملك (ذي نواس ) لهذا الأمر
غضبا شديدا , و دفعه الجنون و القهري إلى شق حفرة\فتحة كبيرة في الأرض , و
بدأ بأمر جيشه بإلقاء هذه الفئة المؤمنة بالله في الأخاديد و بعد أن رماهم فيها قام و
أشعل النيران فيهم حتى ماتوا جميعا , و لم يرحم هذا الملك الظالم أحدا قط منهم ,
فقد قام بقتل الأطفال و النساء و الرجال و كان هذا الملك مع جيشه ينظرون إلى
هذه الفئة المؤمنة بالله و هم يحترقون و يتعذبون , و كانوا يرون في أمرهم هذا حسنا
و زينة , و كانوا يتلذذون بفعلتهم الشنيعة تلك , و قد حاول الملك ذي نواس قتل الرجل الداعي
إلى الله تعالى , لكن حفظ الله و حمايته لهذا الرجل لم يجعل الملك الظالم يصل لمقصده بأن يقتله!!
و لما ذكر الله عز و جل في سورة #البروج عن قصة أصحاب الأخدود
, لم يقصد بذلك الفئة المؤمنة التي ألقيت في النار و إنا تلك الفئة الكافر التي أضرمت النيران و شق الأخاديد لقتل المسلمين !!
تأملات قصة أصحاب الأخدود الغلام والملك
العلم بأن الدنيا زائلة و نعمها زائلة و أن البقاء الحقيقي هي الآخرة ,
فهؤلاء الفئة المسلمة رضوا أن يكونوا من الشهداء في سبيل البقاء على دينهم ,
لأنهم علموا أن الموت آت مهما طال الزمن , ففضلوا أن يروا ربهم و هم على الإيمان !
*العلم التام ؛ بأن النصر ليس ببقاء المسلم حيا , و موت الكافر , و
إنما العبرة في أن الله سبحانه من الممكن أن يبتلي الكافر ببقائه حيا , و
إحساسه بالانتصار في الدنيا , و لكنه بالتأكيد سيعذبه
عذابا شديدا في اليوم الآخر , و العكس صحيح فالمؤمن سيلاقي
في طريقه إلى الإيمان بالله و اليوم الآخر الكثير من المتاعب و المشكلات ,
فالابتلاءات ستأتي في حياة المؤمن , سواءا في ماله أو عرضه أو
نفسه أو ما يحب و من يحب , لكن عليه أ، يعلم جيدا , أن النصر
لا يأتي إلا بالصبر , و أن الدنيا مزخرفة بنعمها المؤقتة , و أن الله لا يضيع عنده الأعمال !!
*أخذ العظة و العبرة من قصص الأمم السابقة , و الاتعاظ بحالهم و تجنب الذنوب و المعاصي قدر الإمكان .