متى يأتي الفرج؟

متى يأتي الفرج..؟ حفت الجنة بالمكاره , نعمة ليس مثلها مثيل , كيف يكون لها مثيل و فيها
رؤية الله عز و جل , نعمة أبدية لا تزول و لا تنقص , لكن أتعلم لمن ؟؟
للذين عرفوا حق الله عز و جل عليهم , فأدوا الحقوق بكل رضا و
صدق , الذين جفت عروقهم آملين من الله عز و جل فتح أبواب الفرج
, نعم , أولئك الصابرين الصاملين الذين لم يصبروا إلا ابتغاء وجه ربهم
الأعلى , فكانت مرضاة رب العالمين جل همهم , فالله سبحانه و تعالى
لم يخلق عبده في هذه الدنيا لكي يلعب و يلهو , و إنما خلقه لأجل
عمل سام و جليل , ألا و هي العبادة , لذا ترى من الناس من ابتلوا
في أعراضهم , و في فئة في أموالهم , ثالثة في صحتهم , و أخرى
بالموت , ابتلاءات تعقبها الابتلاءات , و النفوس المؤمنة بالله و اليوم الآخر
, تراها صابرة محتسبة الأجر عند بارئها !
و في مقالنا لليوم , نتحدث عن نعمة ( الفرج بعد العسر الشديد ) ,
النعمة التي لا يعلم مذاقها إلا من علق أمله بالله , وصبر لأجل الحصول على نعمة الفرج .
ما الحكمة من الابتلاء في الحياة؟
كان الهدف وراء الابتلاءات , إخراج معادن الناس الأصلية , و
التمييز بين المسلم الصابر و المنافق , إذ ترى الكثيرين يدعون الجمائل من الأخلاق
, و عند الابتلاءات المرة , ترى أن ما كانوا يدعونه لم يكن سوى تنكر وخداع , و
لا ننسى أن الابتلاءات تهدف الإنسان , ما كان حيا , إذ أنها سنة الحياة , و حقيقتها
, لكن هذا لا يعني أن الله عز و جل خلق عبده ليعذبه , بل و العكس فالله أرحم بعبده من أمه !!
لكن كانت هذه الابتلاءات فقط لمجرد محو الذنوب المتراكمة التي تغرق المسلم
في نار جهنم , كانت هذه الابتلاءات , دواءا فعالا لتقوية الروح , وإخراج الأفضل
من النفس , فهي تخرج اللؤلؤة المكنونة من قاع نفسك , تريك لامعا
شامخا بين من حولك , كما و أن الله عز في علاه وعد عباده بالفرج و
النصر مهما طال بهم الأمد , و كسرت الابتلاءات ظهورهم , و لكن كما
عرف عن الإنسان , أنه جبل على التعجل , فتراه يهرول وراء الفرج من
بداية الابتلاء , و هذا خطأ فادح !! و من هنا سنوضح لك أخي القارئ
وقت إتيان الفرج على العبد المبتلى ؛
- _التقرب لله عز و جل و ترك الذنوب و المعاصي مع التعجل بالتوبة من ذنب !
- _حسن الظن بالله تعالى مع التوكل عليه حق التوكل , و الأخذ بالأسباب ,
- إذ أن التوكل لوحده لا يكفي و يلزم المسلم أن يبحث عن الحلول قدر المستطاع .
- _التحلي بالصبر و احتساب الأجر العظيم , و أن ما أصابه ماا كان إلا بسبب ذنب
- صدر منه , و عدم لوم القدر و الناس بل لوم النفس بسبب الذنوب .
- _الحرص على الحفاظ على الصلوات الخمس , لأنها سبب في تفريج الكربات و إزالة الهموم .
- _المحافظة على الذكر و كثرة التقرب لله بتلاوة القرآن الكريم .
- _كثرة الدعاء , بأن يرحم الله حالك و يزيل همك و يفرج كربتك .
- _الإكثار من التوبة الاستغفار , لكونهما سببين من أسباب محو الذنوب .
- _مناصرة أهل الضعف و الحاجة و الحرص على مد يد العون لهم قدر المستطاع .
- _المحافظة على بر الأب و الأم , فبدعائهما تفتح أبواب الرزق من حيث لا يحتسب .
- _الحرص على العدل و ترك الظلم مع رد المظالم إن وجد , فدعوة المظلوم
- ستصيبك في أي مكان و أي زمان .
- و غيرها من الأمور المباحة التي ستؤهل المسلم للتقرب للفرج .
متى ينزل الله الفرج؟
النفس العطشة للفرج , هي التي فقط تدرك مدى أهمية هذا السؤال ,
إذ أن الانتظار شيء مر , خاصة لو زاد امتداده لسنوات , حيث معروف عن
الفرج أنه يأتي مع الصبر , و عندما ينقطع أمل العبد من على جميع
الخلائق , و تقوى ارتباطه و صلته بربه يأتي الفرج ليمحو السنين العجاف !