التخاطر مع الأموات
التخاطر مع الأموات
لكنني أسمع صوت جدتي المتوفية حتى الآن !
لقد توفيت جدتي المسنة عن عمر يناهز 79 عاما , قبل سنتين , و كانت جدتي طريحة الفراش منذ ما يقارب العشر سنوات , كنت أسمع أنينها و صراخها من الألم , من الغرفة التي كانت بالزاوية , كنت أحب جدتي كثيرا و كانت تعيش بالمنزل معنا , اعتدت الحديث معها عن ما يحصل لي بالمرسة , و اعتادت هي بسماع مغامراتي المدرسية السخيفة نوعا ما , لكن في الأشهر الأخيرة بدأت جدتي تفقد صحتها ببطء , و كثيرا ما أرى أبي يصطحب الطبيب للمنزل لتفقد صحتها , حتى خرج أبي و معه الطبيب من غرفتها في تمام الساعة الثامنة مساءا و أتذكر جيدا كانت تلك الليلة من ليالي الشتاء الباردة جدا و التلج يتساقط من السماء , و قال الطبيب لأبي ؛ إنا لله و إنا إليه راجعون , لقد انتقلت المرحومة عند بارئها , أغدقها الله بعظيم عفوه , بكيت بكاء مرا على موت جدتي , و تمت مراسم الدفن , ودفنت جدتي , و بعد الدفن , أسمع صوتا مشابها لصوت جدتي , اعتقدت لوهلة أنه صوت جدتي , حتى تذكرت أن جدتي قد توفيت , الليلة الماضية , كذبت مسامعي و خلدت للنوم ظنا مني أنه مجرد تفكير و حزن على جدتي , و في الليلة التي تليها , أسمع الصوت مرة أخرى , لا أنا أسمع صوت جدتي من غرفتها حتى الآن و بعد مرور عام و نصف على موتها !