فقال لهم إبليس : دعوني و إياه فجاءه إبليس في صورة شيخ عجوز
فقير و طرق بابه ساعة قيلولته , ففتح ذا الكفل و سأل من أنت ؟
فقال إبليس : أنا عجوز كبير في العمر و أتيتك في أمر لي , فإذا بذي الكفل يفتح الباب و بدأ بالاستماع للعجوز الطاعن في السن و هو يحدثه نزاع حصل بينه و بين قومه الذين بادروه بالظلم و أخذ يؤخر كثيرا في الحديث , حتى انقضى وقت قيلولته فلم ينم , فطلب منه ذا الكفل , أن يأتي لمجلس القضاء ليأخذ حقه
فانطلق إبليس منصرفا , فذهب ذا الكفل إلى مجلسه يقضي بين الناس و ينتظر العجوز حتى يرد حقه فلم يراه و عندما عاد ذا الكفل إلى منزله ليأخذ قيلولته جاء الشيطان مرة أخرى في صورة شيخ مرة أخرى و أخذ يطرق الباب بقوة حتى يحرمه من النوم , فقال له ذا الكفل : ألم أقل لك أن تأتيني إلى مجلس القضاء ؟ فقال له إبليس : إنهم قوم خبثاء و إن عرفوا أنك جالس في مجلسك لن يأتوا , فقال له ذا الكفل : أحضر لي هؤلاء الناس لأعطيك حقك , و بسبب إبليس لم يذق طعم النوم ثلاث ليال متتالية و غلبه النعاس , ولكنه قبل ذلك كان منتظرا العجوز حتى يأتي ليأخذ حقه , فكلف ذا الكفل رجلا يمنع أحد من دخول البيت ليأخذ قسطا من الراحة , فتمثل الشيطان بصورة الشيخ الكبير فمنعه الرجل من الدخول , فقال إبليس : لقد أتيته أمس و ذكرت له أمري و إني أريده الآن .
فرده الرجل , قائلا له بأنه أمر بمنع أي أحد للدخول للبيت.
و زاد عناد الرجل على منعه الدخول , هنا وجد إبليس ثقبا بالباب فدخل منه , و دق الباب من الداخل فاستيقظ ذو الكفل , و قال للرجل : ألم آمرك أن لا تدع أحدا يدخل علي أو يقترب من الباب حتى أنام .
فقال الرجل : و الله لم ندع أحدا يقترب فانظر من أين دخل ؟
فذهب ذا الكفل للباب و نظر أنه مغلق و لم يتم فتحه و هنا تأكد أن العجوز كان الشيطان
فقال ذا الكفل : ما أنت إلا عدو الله إبليس .
فقال إبليس : نعم
فسأله ذا الكفل عن سبب فعله كل هذا ؟
فقال إبليس :لقد سلطت عليك الشياطين , لتوقعك في الغضب فلم تقدر عليك , فأردت أن أثير غضبك و أجعل صبرك ينفذ فتقع في الخطأ فلم أستطع تغيير أي شيء من صفاتك سوى إغضابك و قد نجحت في ذلك .
_______________________________________-
قيل عنه :
إنه خليفة سيدنا اليسع .
أو أنه خليفة أحد أنبياء بني إسرائيل .
————————————————————————-
لقبه أهل الكتاب بحزقيال
لم يذكر بالقرآن الكريم كثيرا , و مات و دفن في العراق