من هو الصحابي الذي قال له الرسول لكنك عند الله غَالٍ !؟
كان الصَّحابي زاهر الأسلميُّ -رضي الله عنه- أعرابيّاً كلَّما
قدم إلى المدينة أحضر الهدايا من البادية لرسول الله -صلَّى الله
عليه وسلَّم-، كما كان الرسول أيضاً يُهدي له ويقول فيه: (زاهِرٌ بادِيَتُنا ونحنُ حاضِرَتُه).
وفي يومٍ كان زاهرٌ في السُّوق، فرآه رسول الله ولم ينتبه
زاهرٌ له، فأتى النبي من خلفه بخفَّةٍ وأمسكه من الخلف
واحتضنه وقال -عليه السلام-: (من يشتري هذا العبد)؟
فالتفت زاهرٌ فإذا به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُمازحه،
فألصق زاهرٌ ظهره بصدر النَّبيِّ وسأله: أتجدني كاسداً يا رسول الله؟
أي قليل السِّعر؛ مُعتقداً ذلك بسبب قُبح شكله، فأجابه -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه غالٍ عند الله -تعالى-، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذه القصة فيقول: (فأتاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يبيعُ متاعَه فاحتضَنه مِن خلْفِه والرَّجُلُ لا يُبصِرُه فقال: أرسِلْني، مَن هذا؟ فالتفَت إليه فلمَّا عرَف أنَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جعَل يُلزِقُ ظهرَه بصدرِه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يشتري هذا العبدَ؟ فقال زاهرٌ: تجِدُني يا رسولَ اللهِ كاسدًا قال: لكنَّك عندَ اللهِ لَسْتَ بكاسدٍ أو قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بل أنتَ عندَ اللهِ غَالٍ