ما أعطي أحد خير و أوسع من الصبر
ما أعطي أحد خير و أوسع من الصبر
الصبر ! الصبر! خلق الأنبياء و بالأخص نبينا أيوب عليه السلام , الذي ضرب المثل في مدى صبره و تحمله !
هو ذا الخلق الحميد الذي يحمل في طياته الكثير من الخيرات , ليعلم الإنسان أن الله عز و جل لم ينساه , بل عكس ذلك أحبه , و اختاره لنفسه , ليتضرع لله عز و جل و يتذكر العبد ربه فالله يحب سماع الدعاء و الإلحاح فيه ! و في مقال اليوم سنقدم مقالا عن ( ما أعطي أحد خير و أوسع من الصبر ) !
________________________________-_____________________
ومَن يتصبر يصبره الله الدرر السنية ؛
من المحتوم أن الأفكار بدأت بالارتطام في رأسك , ما معنى ( أن الله عز و جل يصبر من يتصبر ) , فمن ذا الذي يحب الصعاب , حتى يحب الصبر؟!!
و لكن الأمر ليس كذلك , الإنسان لم يخلق ليخلد ! و هذه سنة الحياة , و بما أن الإنسان ما هو إلا مسافر في هذه الدنيا و يرحل ! فيجب العلم أن المسافر سيعاني حتما و يرى المشكلات خلال سفره , فالفقر و المجاعة و الخيانة و الغدر و الطلاق و غيرهم من المشكلات التي تشق القلب , تحتاج للصبر !! اقرأ جيدا معي أخي المبارك , كل هذه المشكلات تحتاج للصبر !! و لا حل آخر لك غير أن تتصبر و تصبر .
فلو تمعنا النظر في مدى جمال الصبر , لما وقفنا سائلين (لم الصبر هو الحل الأمثل ) ؟
حسن , كل من الشجاعة \\ المروءة\\ الكرم \\ السخاء \\ الثقة\\ العفة\\ العزيمة \\ و الإباءة و غيرهم من الأخلاق الحميدة لا تأتي إلا مع الصبر !!!
حيث نستطيع القول , أن الصبر كملح الطعام في الأهمية !
فكل شيء في هذه الحياة تحتاج للصبر , فالنجاح يتطلب الصبر كما أ، تحمل الفشل يتطلب الصبر , فنحن لا نحتاج للصبر فقط عند الأخزان , و لكننا نحتاج إليه في شتى المواقف في الحياة !
فالإنسان تمر عليه اللحظات السيئة و الجيدة , فإن أراد الصبر من الله عز و جل أمده الله سبحانه و تعالى بالصبر , و دعمه به , ثم فرج عليه و فتح له الأبواب من حيث لم يحتسب له أي حسبان !
_____________________________________-_____________________
الصبر ضياء ؛
نتعلم الكثير من الدروس من الصبر! نتعلم بأن الأشياء صغيرة كانت أو كبيرة لا يمكن الحصول عليها بسهولة , و أنها تتطلب الوقت أو ربما الكثير من الوقت , و لا نستطيع بلضجر و الصراخ أن نصل للمقصد !!
فتخيل نفسك معي أخي القارئ ؛
أنك في طريق مملوء بالشوك و أنت في الظلام الحالك , و ليس معك أحد , ثم بدأت تهدئ من نفسك , بعدما كان الخوف يقضي على آخر أنفاسك , و بدأت تدريجيا تخطو الخطوات البسيطة شيئا فشيئا , أنا أقصد الخطوات البسيطة و ليس القفز !
و بدأت تتقدم شيئا فشيئا , حتى استطعت تجاوز الشوك , و التخلص من مخاوفك ! صحيح أن الأمر تطلب الكثير من الوقت و الشجاعة , لكنك بصبرك استطعت تجاوز الأمر!
و هذا هو المراد بالصبر (ضياء ) !!
فمهما تعرضت للكثير من المشكلات يظل الصبر هو المصباح الوحيد الذي يرشدك للطريق الصحيح !
و هناك فئة من الناس تظن أن الصبر ليس له علاقة بحجب النفس , و هذا مفهوم خاطئ بالكلية !! فالكثير من زنا المحارم وقعت بسبب عدم الصبر و حجب النفس عن الذنب , فالصبر ليس مصطلح مختص بالأحزان و الكربات !! بل و هو شامل للفرح و الحزن و الخير و الشر و أيضا الكثير من المواقف الحياتية , لذا اعلم أخي ؛ الصبر ضياء في كل الأحوال و من لم يمتلك الصبر , لم يعرف مذاق الحياة بحلوها و مرها !
_______________________________-__________________________
إنما العلم بِالتَّعَلُّمِ وإنما الحلم بِالتَّحَلُّمِ ومن يتصبر يصبره الله ؛
وما أعطي أحد خير و أوسع من الصبر
و هذا مؤكد ! فأنت تصبح متعلما لو تعلمت ! و حالما تحلم على من أذاك بكثرة تعودك لنفسك بالحلم , و تصبح صبورا لو عرفت نفسك بالصبر !!
فالأمر ليست بتلك البساطة , فعليك أن، تبحث عن الصبر بقدميك , و تغرسه في زاوية من قلبك , لتتلذذ بثماره !
