
الذكرى التاريخية العظمي ذات المكانة الكبيرة في نفوس المسلمين، هي تلك الذكرى التي سمّيت بالهجرة النّبوية الكريمة! وهي هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من مكة غلى يثرب، وذلك فراراً من تعذيب قريش.
هذه الهجرة كانت في عام 14 من البعثة النّبوية،والذي يوافق 622 ميلادي، ومن الهجرة النّبوية تمّ اتّخاذ الهجرة النّبوية بداية التقويم الهجري! بعد أن استشار الخليفة عمر بن الخطّاب خميع الصحّابةحول الأمر.
كانت الهجرة واجبة على المسلمين آنذاك، ونزلت العديد من الآيات التي تحثّ على الهجرة إلى المدينة المنوّرة المعروفة باسم يثرب، ولهذا استمرّت هجرة من يدخل إلى الإسلام حتى فتح مكّة عام 8 من الهجرة.
وهناك العديد من الأمور التي ستطرّق لها عن الهجرة النّبوية في هذا التقرير الذي هو بعنوان “هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، وقد جمعنا الكثير من المعلومات الشيّقة من مصادر موثوقة! آملين أن تكون خالصة لوجه الله، فذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين.
هجرة الرسول من مكة إلى المدينة
لا شك أن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حملت دروسًا لا تُحصى ولا تُعد، ومن هذه الدروس:
1- الأخذ بالأسباب
لقد بذل رسول الله وصاحبه أبوبكر الصّدّيق كل ما في طاقتهما لإنجاح عملية الهجرة، وهذا هو الإعداد المطلوب من المؤمنين، ” أن يُعِدُّوا ما يستطيعون، وما فوق الاستطاعة ليس مطلوبًا منهم. ”
2- الاعتماد على الله
لم يعتمد الرسول على الأسباب وترك رب الأسباب، حاشا لله، إنما كان يعلم أن الأسباب لا تأتي بنتائجها إلا إذا أراد الله ، ولذلك فبعد أن بذل أسبابه كاملة تحلَّى بيقين عظيم في أنَّ ما أراده الله سيكون، ظهر ذلك في كلمته الرائعة: “مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟”.
3- الأمل والثقة في النصر
لم يفقد رسول الله روح الأمل في أي لحظة من لحظات حياته، حتى في هذه الرحلة الخطرة، وهو يخرج من مكّة بهذه الطريقة، وهو مطلوب الرأس، لا يأمن على حياته ولا على حياة أصحابه، إذا به يبشر سراقة ليس فقط بظهور الإسلام على قريش أو على العرب، بل وبسقوط عرش كسرى تحت أقدام المسلمين، وأَخْذ كنوز كسرى غنيمة، “كَأَنِّي بِكَ يَا سُرَاقَةُ تَلْبَسُ سِوارَيْ كِسْرَى”.
4- حرص رسول الله على الصحبة
رأينا حرص رسول الله في كل مراحل حياته، وفي كل خطوات دعوته على مسألة الصحبة، عاش حياته في مكّة بصحبة، وخرج إلى الطائف بصحبة، وقابل الوفود بصحبة، وعقد البيعة التي بنيت عليها دولة الإسلام بصحبة، وها هو يسأل جبريل عن صاحبه في الهجرة، كل هذا، و هو رسول الله ، ولذا كل الناس تحتاج إلى صحبة، وهو يعلمنا أن نبحث دائمًا عن الصحبة الصالحة، لقد سطَّر رسول الله قاعدة إسلاميّة أصيلة: “الشَّيْطَانُ مِعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاِثْنَيْنِ أَبْعَدُ”.
5- رسول الله القائد القدوة
وضح لنا في هذه الرحلة كيف أن القائد العظيم كان يعيش معاناة شعبه، يهاجر كما يهاجرون، يُطارد كما يُطَاردون، يتعب كما يتعبون، يحزن كما يحزنون، يعيش معهم حياتهم بكل ما فيها من آلام وتضحيات.
6- الدعوة في كل مكان وزمان
رأينا كيف أن الدعوة في دمّ رسول الله ، لا يضيع فرصة، ولا يرتبط بظرف، يدعو كل من يستطيع، رأيناه كيف دعا إلى الإسلام بريدة وأصحابه من قبيلة أسلم ولم يكن همّه الرئيسي كيف يبحث عن وسيلة للهرب من بريدة.
7- استعداد الصّدّيق للعمل لله تحت أي ظرف
رأينا في هذه الرحلة استعداد الصّدّيق للعمل لله تحت أي ظرف، وفي كل زمان ومكان، القضية في منتهى الوضوح عند الصّدّيق، لا شيء في حياة الصّدّيق أهم من أن يرضي الله ورسوله.
8- حب الصدّيق لرسول الله
رأينا كيف يحب الصّدّيق رسول الله ، وكيف لا ينتظر أمرًا ولا طلبًا، إنما يجتهد في إتقان حبِّه لرسول الله ، يجهّز له راحلة، يبكي من الفرح لصحبته، ينظف له الغار، يسير أمامه وخلفه حماية له، وغير ذلك من المواقف التي ذكرنا بعضها ولم نذكر أكثرها.
9- بذل و عطاء الصّدّيق للدعوة
رأينا بذل الصّدّيق وعطاء الصّدّيق وإنفاق الصّدّيق ، يأخذ خمسة آلاف درهم، هي كل ما يمتلك لينفقها على دعوته، وقبلها أنفق خمسة وثلاثين ألف درهم في سبيل الله.
10- جهد الداعية مع أهل بيته وعشيرته
شاهدنا في قصة الهجرة أمرًا لابدّ أن نقف معه وقفة جد، أرأيتم كيف استعمل الصّدّيق عائلته كلها في سبيل الله؟ أرأيتم كيف استعمل عبد الله ابنه في نقل الأخبار؟
وكيف استعمل أسماء ابنته في نقل الطعام والشراب؟
وكيف استعمل عامر بن فهيرة مولاه في إخفاء الأقدار؟
الصحابة كانوا مثالاً يُقتدى به للدين والقدوة للمسلمين بعد رسولهم صلى الله عليه وسلم
كم استغرقت رحلة الهجرة النّبوية؟
استمرّت الهجرة النّبوية لمدة ثمانية أيام، وذلك بمسافة تقدّر بـ 380 كيلومتر، مروراً بـ 29 معلّم، وقد اختلف في تعدادها من شخص لآخر.
متى هاجر النّبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنوّرة؟
هاجر النّبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم إلى المدينة المنورة حسب التقويم الميلادي عام 622م الشهر 12 من سبتمبر.
كم كان عدد المهاجرين من مكة إلى المدينة المنوّرة؟
كان عدد المسلمين المهاجرين إلى المدينة المنوّرة 380 رجل، و 11 امرأة قريشية و 7 غرائب، وكان يرافقهم الصحابي جعفر بن أبي طالب.
عزيزي القارئ او القارئة أدام الله عافيتك وعزك، وجعلك ممّن ينتفع بعلمه، بهذه الفقرة وصلنا إلى نهاية المقال، كنت في موقع عرب نوتس