اسلاميات وتديّن

حكم الزنا برضا الطرفين

الزنا برضا الطرفين

ما هو حكم الزنا برضا الطرفين؟ وهل يختلف الحكم بالنسبة للمحصن وغير المحصن؟ ومالمقصود بالمحصن؟ وما حكم الزنا بمقابل؟ والكثير من الأسئلة المثيرة تجدها ضمن أسطر هذا المقال الشيّق المنشور بعد التأكد من صحة معلوماته.

 

حكم الزنا برضا الطرفين في الشرع الإسلامي

 

يعتبر الإسلام الزنا سواءًا برضا الطرفين أو بدون رضا أحد أبشع الجرائم التي قد يقترفها إنسان! وذلك لما تؤول إليها هذه الجريمة الشنيعة من مآلات مدمرة.

وتترتب على شيوع جريمة الزنا بين الأفراد والمجتمعات اختلاط الأنساب، فلا يعلم الوالد إن كان الولد من صلبه أم صلب غيره، ويصيبه من الشك مالله به أعلم

كما أنّ شيوع جريمة الزنا  بين الأفراد والمجتمعات تؤدّي إلى شيوع الفاحشة بين النّاس، بالتالي شيوع الأمراض والأسقام، وقضاء بواقي العمر في العلاجات والآلام التي لا خلاص منها.

الزنا جرم وفاحشة وأمر خارج عن الإنسانية، ولا يجب البحث عن الشبهات في الدين لأنّ كل شبهة ضلالة وكل ضلالة في النار، لذا لا يجب البحث عن طرق لتحليل الحرام، أو تحريم الحلال.

وبما أنّ الزنا كبيرة من كبائر الذنوب، فلا يجب لأي مسلم ومسلمة القرب من هذه الجريمة بأي شكل من الأشكال، ولا يقوم بالبحث عن مبررات لهذه الجريمة الشنيعة التي هي من السبع الموبقات، والتي تغمس صاحبها في النّار.

 

حكم الزنا بدون الدخول

 

إنّ حدوث الزنا برضا الطرفين في حال عدم حدوث إيلاج، بحيث يحصل بين الطرفين اللمس والتقبيل، ووضع الفرج على الفرج لكن لا يتم الوطئ، فهذا لا يُقام علي حد الزنا، لكن فاعلها بعزز ويؤدّب؛ لأنّه ارتكب حراماً ومنكراً شنيعاً.

افرأ أيضاً:  علاج حرقان الوجه واحمراره بسبب استخدام كريم

 

حكم الاحتكاك بالوسادة من أجل الاستمتاع وتخيّل الجماع

 

حكم الاحتكاك بالوسادة مع تخيّل الجماع سواءًا إن حدث من وراء هذا الاحتكاك نزول مني أو مذي أو لم يحدث؟ خاصةُ أنّ إن كان المرتكب يشعر بضغط نفسي كبير، ويحتلم نهائياً، ولا يستطيع الزواج.

في الواقع الاحتكاك بالوسادة أو غيرها من أجل حصول اللذة أمر لا يجوز شرعاً، حيث يعتبر مثله مثل سائر أنواع الاستمناء المحرم، ولا اعتبار له بنوع الوسيلة.

وقد يستفسر البعض عن طلب استخراج المني بغير استمناء اليد، هل هو جائز؟ لايجوز كما قال ابن عثيمين، لأنّ العلة واحدة لو اختلفت الوسائل، سواء باليد أو الوسادة أو أية وسيلة أخرى كلها لها الغرض نفسه فلا يجوز شرعاً.

 

هل احتكاك العضوين حرام؟

لأنّ العلة واحدة وهو قصد الزنا فلا يجوز، ولا يشترط في المنع أن ينتج من هذا الاحتكاك المني أو المذي، يمكنك مراجعة فتوى رقم 16443 والله أعلى وأعلم.

 

ما هو حكم الزنا الغير كامل؟

 

ما حكم الزنا الغير كامل أي الزنا الذي لا يتم فيه الإيلاج؟ هذا السؤال قد حيّر البعض، وجعلهم يترددون في كيفية معرفة حكم وعقوبة هذه الجريمة الشنيعة التي باتت تؤرّق راحة بال الكثير من الناس!

في الواقع الزنا الذي يكون بدون إيلاج فإنّه أقل درجة من الزنا التام الذي يحصل فيه الإيلاج، لكن كلاهما منكر ولا يجوز، ويجب في الزنا الذي لا يكون فيه الإيلاج التعزير إن لم صاحبه، ولا حد عليه إن لم يحصل الإيلاج، وفي هذا الكثير من الأحاديث الصحيحة يمكنك مراجعتها.

 

ماذا يفعل الله بالزاني في الحياة الدنيا؟

عقوبة الزاني في الدنيا كبيرة، وذلك لأنّ الزنا كبيرة من كبائر الذنوب، وصاحب الزنا إن لم يتب ويستغفر الله، ويقلع عن ذنبه فإنّ الله سوف يعاقبه في داره وبيته، وسوف يجد ما يفعله في عقر داره، كما أنّ هناك عقوبات أخرى للزاني في الحياة الدنيا، وهي كالآتي:

  • الذل.
  • الهوان.
  • الفقر.
  • سواد الوجه.
  • سيماه في وجه.

 

هل من تاب من الزنا يعذب في القبر؟

 

روى ابن ماجه بسند صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له ” ومن هنا ذلّ الحديث الصحيح أنّ من أذنب ذنبا ثمّ تاب وأقيم عليه الحد فهو كفارة له، ولا يعذبه الله ولا يهينه.

لكن من تاب توبة نصوحة ولم يقم عليه الحد، ولكنه أخلص في توبته ورجوعه إلى ذنبه فإنّ الله سوف يغفر له ولا يعذبه، لأنّ الله غفور رحيم شرط ألّا يتمادى في الذنب، ويخلص في الرجوع إلى الله، ويقلع عن الذنب، بالتالي لن يعذبه الله.

 

هل التقبيل من الفم يعتبر من الزنا؟

 

إنّ التقبيل واللمس والتقرب دون حصول إيلاج من الزنا المجازي ومن الزنا برضا الطرفين، ووسيلة إلى الوقوع في الزنا والعياذ بالله، ومن هنا فإنّ التقبيل واللمس ليسا من الزنا الحقيقي، لأنّ الزنا الحقيقي هو الذي يحصل فيه الإيلاج والوطء في فرج أجنبية لا تحل له ، لذا يتوجب فيه إقامة الحد الشرعي.

ولهذا يعتبر التقبيل من الفم من مقدمات ووسائل الزنا التام، ومن الزنا برضا الطرفين، ومن أكبر أسباب الوقوع في الحرام، لذا لابدّ من اجتناب كل ما يقرب من الفاحشة من قول وفعل.

 

هل زواج الرجل بمن زنا بها حلال؟

 

في الواقع زواج الرجل بمن زنا بها لا يتم إلّا يالتراضي بينهما، ولا يكون إلّا بموافقتها وموافقة وليّها، ولا يجوز أن يتمّ رغماً عنها بحكم القانون لإعفائه من العقوبة، وهذا حق كلا الطرفين بأن يكون الزواج برضا الطرفين بشكل تام.

أمّا العقوبة الشرعية وهو حد الزنا فإن توفرت شروطها فإنّها تحل بالزانيين، سواءًا إن تزوجا بعد ذلك أو لم يتزوجا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى