من هو هود عليه السلام ؟
من هو هود عليه السلام ؟ ……
من هو هود عليه السلام ؟
بعد مضي عهد نوح عليه السلام , و مرور أعوام وراء أعوام كانت لا تزال
هناك مجموعة قليلة من المؤمنين الموحدين لربهم الذين ورثوا الإيمان
عمن سبقهم من المؤمنين في عهد نوح عليه السلام و هذه القلة المسلمة
كانت تعيش في سعادة تامة و حياة هنيئة جميلة حتى أتى الشيطان يوسوس
للضعفاء منهم كعادته بطرق خبيثة , يوصيهم بتخليد ذكرى آبائهم الذين نجاهم الله
من الطوفان , و ذلك عن طريق صنع أصنام لهم و تماثيل و تقديم قرابين لهم ….
وهؤلاء القلة القلة كانوا أبناء عاد المعروفين بقوم هود عليه السلام , و كان مكان
سكنهم ما بين اليمن و عمان في المنطقة المعروفة بالأحقاف , و كان الله منعم
عليهم بنعم لا تعد و لا تحصى مثل قوة في الجسد و ارتفاع في الطول و أراض
مخضرة و ينابيع و عيون و لكن بعد كل هذا الفضل و النعم التي تفضل الله علیهم
, كفروا بأنعم الله و عبدوا الأصنام و الأوثان من دون الله بعد إغواء الشيطان لهم و
لكنهم لم يكتفوا بعبادتهم الأوثان من دون الله فقط و لكن انتشر الظلم بينهم و انقلبت حياتهم رأسا على عقب ……………
و لكن بعد كل هذا الطغيان و الكفر إلا أن الرحمة معروفة عن الله سبحانه و تعالى ,
حتى بعث لهم نبينا هود عليه السلام يهديهم و يرشدهم و يخرجهم من الظلمات إلى النور
, و كان هود عليه السلام من عائلة متوسطة النسب في قومه و لكنه كان الأرجح عقلا و
الأكثر علما بينهم فاختاره الله نبيا لهم و أمينا على رسالته , و أوصاه لدعوة قومه لطريق
الحق و الهداية , ففعل هود ما أمر به امتثالا لأمر ربه و ظل زمنا طويلا يدعوهم و يرشدهم و
لكنهم استهزؤا عليه و قابلوه بالرفض و العصيان , و هنا تبرأ هود عليه السلام منهم و أنذرهم
بحلول عذاب أليم عليهم , من عند الله الذي يمهل و لا يهمل و لكن عرف عن هود العناد و الاصرار على الكفر و الطغيان ……… و مرت فترة انقطعت الأمطار عنهم فجفت الأنهار و الينابيع و يبست الشجر و ماتت بعض الحيوانات من العطش فانتظروا هطول المطر لعل الحياة ترجع كما كانت , حتى ظهرت في السماء سحابة سوداء فخرجوا من بيوتهم فرحين مستبشرين بهطول المطر ظنا منهم أن أصنامهم استجابت لهم , لكن هود عليه السلام آتاهم ينذرهم من العقاب الأليم و لكنهم حتى ذلك الحين لم يلقوا له بالا بل سخروا منهم , و فجأة رأوا حيواناتهم و أمتعتهم تحملها رياح قوية و تقذف بها , فامتلئت قلوبهم بالرعب و الخوف و اسرعوا يختبئون في بيوتهم فنزل البلاء في ديارهم و تهدمت عليهم و بدأ الموت يحصدهم واحدا تلو الآخرحتى فنوا جميعا .