انقطاع الإنترنت في أفغانستان 2025: ما القصة؟
انقطاع الإنترنت في أفغانستان 2025: ما القصة؟
في نهاية سبتمبر 2025، شهدت أفغانستان انقطاعًا شاملًا في الإنترنت والخدمات الخلوية تقريبًا في معظم أنحاء البلاد، وهو ما أثار صدمةً واسعة وأثر كبير في حياة المواطنين. هذا الإجراء الذي نفذه النظام الحاكم (طالبان) أثار تنديدًا داخليًا وخارجيًا، وترك البلاد شبه “مُقطوعة” عن العالم الرقمي.
منذ 29 سبتمبر 2025، بدأت الحكومة قطع خدمات الألياف الضوئية (Fiber-Optic) تدريجياً في عدد من المحافظات، بحجة منع ما وصفته بـ “الأفعال غير الأخلاقية”. لكن الانقطاع توسّع سريعًا ليشمل البلاد كلها، حيث توقّفت شبكة الإنترنت والاتصالات المحمولة تقريبًا إلى مستوى أقل من 1٪ من الأداء الطبيعي. (AP News)
وبحسب رصد شركات مثل Cloudflare، فإن حركة المرور على الإنترنت، طلبات HTTP، استعلامات DNS، كلها سقطت تقريبًا إلى الصفر في الساعات التي طُبّق فيها الانقطاع. (The Cloudflare Blog)
ماذا حدث أثناء انقطاع الإنترنت؟
توقّف الأعمال والبنوك والمعاملات الرقمية
مع انعدام الإنترنت تقريبًا، توقفت معظم الخدمات البنكية الإلكترونية والتحويلات عبر الإنترنت، مما أوجد أزمة في وصول الناس إلى أموالهم أو إنجاز معاملاتهم. (Reuters)
المعاملات التجارية عبر الإنترنت كذلك تعطّلت، والمتاجر التي تعتمد على الدفع الإلكتروني تأثّرت بشدة.
التأثير على السفر والمطارات
انقطاع الإنترنت أثر على أنظمة تشغيل المطار، حيث تم إلغاء عدد من الرحلات الدولية والمحلية. مثلاً، في كابول تم إلغاء 14 رحلة على الأقل بسبب تعذّر التنسيق الإلكتروني بين الجهات المعنية. (Reuters)
كما أن عدم توافر الإنترنت أدى إلى تعطيل أنظمة تتبع الرحلات وعمل أنظمة الملاحة والتنسيق. (Reuters)
انقطاع الاتصالات وشرائح الاتصال
لم يكن الأمر مقتصرًا على الإنترنت فقط، بل تأثرت خدمات الاتصالات الخلوية أيضًا. تم قطع خدمات الجيلين 3G و4G، مع ترك شبكة الجيل القديم (2G) فقط شحيحة جدًا. (Reuters)
شرائح الاتصال لم تعد تعمل بشكل اعتيادي أو بسرعة تُذكر، وأصبحت الاتصالات الصوتية أو الرسائل القصيرة هي المتاحة بشكل محدود في بعض المناطق.
توقف وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الرقمية
مع قطع الإنترنت، توقفت معظم منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام للعمل بشكل طبيعي، وصعب على الأفراد التواصل مع أصدقائهم أو نشر الأخبار.
الصحف والمواقع الإخبارية المحلية والدولية التي تعتمد على الشبكة لتحديث محتواها واجهت صعوبة كبيرة في البث والإبلاغ عن الأحداث الجارية.
العوائق أمام المؤسسات الإغاثية والتعليم عبر الإنترنت
مع وقوع منطقة شرقي أفغانستان في الزلزال الذي دمّر آلاف المنازل وقتل مئات، كان الكثير من تنسيق الجهود الإغاثية يعتمد على الشبكة والاتصالات الرقمية — وهذا الانقطاع أخّر وصول المساعدات وتنسيقها. (TIME)
وفي ظل حظر التعليم للبنات في المدارس، كثير من الفتيات كن يعتمدن على الإنترنت للتعلم عن بُعد، وهذا الأمر فقد مع انقطاع الإنترنت. (TIME)

مواقف وردود فعل: السلطة، المجتمع الدولي، المواطن العادي
موقف طالبان
رغم أن الانقطاع كان واسع النطاق، أنكر مسؤولو طالبان فرض حظر كامل على الإنترنت، وقالوا إن الأسباب تعود إلى تلف كابلات الألياف القديمة التي يحتاجون إلى استبدالها. (Al Jazeera)
لكن التحليل التقني لبيانات الشبكة يظهر أن قطع الاتصال كان مقصودًا ومنظمًا، وليس نتيجة أعطال عشوائية. (Reuters)
ردود المنظمات الدولية
منظمة العفو الدولية (Amnesty International) وصفت القرار بأنه “خطوة متهورة” تتسبب في تعطيل الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والإغاثة، ودعت طالبان لإعادة الإنترنت فورًا. (Amnesty International)
الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حذّرت من أن انقطاع الإنترنت في وقت الكوارث يزيد المعاناة ويعيق التنسيق. (TIME)
تعبير المواطن العادي
كثير من المواطنين وصفوا أنفسهم بأنهم “مُعتمون بدون الإنترنت والهواتف”؛ كثير من العائلات في الخارج لم تستطع الاتصال بأقربائها داخل البلاد. (The Guardian)
أما بعض العاملين في التجارة الإلكترونية أو المشاريع الصغيرة فأُلحِق بهم ضرر كبير إذ توقفت أعمالهم بالكامل. (Reuters)
في كابل وعلى الشوارع، بدا الحراك هادئًا، والمتاجر مقفلة في أوقات بسبب عجزها عن إجراء المدفوعات أو استقبال الزبائن عبر الإنترنت. (The Guardian)
تحليل وتوقعات: لماذا حصل هذا الانقطاع وما القادم؟
أسباب الانقطاع المتوقعة
- تفسير السلطات أن الإنترنت يُستخدم لنشر المحتوى “غير الأخلاقي” كذريعة، وهي حجّة ذكرت في بيانات طالبان. (TIME)
- سياسة رقابية لفرض مزيد من السيطرة على تدفق المعلومات وأصوات المعارضة أو الإعلام الحر.
- ربما هناك صراع داخلي داخل طالبان بين قيادات فرضت هذا القرار كجزء من توجيهات stricter control.
ما الذي يُنتظر أن يحدث
- من المحتمل أن تُستأنَف بعض خدمات الإنترنت بسرعة، لكن قد تبقى سرعات منخفضة أو مراقبة قوية. بالفعل، تُشير تقارير إلى أن الإنترنت عاد جزئيًا بعد يومين تقريبًا. (CBS News)
- قد تُفرض شروط رقابة أو فلترة على المحتوى بشكل دائم.
- قد يزداد الضغط الدولي على طالبان لإعادة الاتصال الكامل وفتح الحريات الرقمية.
اقرأ أيضاً: فعاليات مهرجان العلمين 2024؛ مهرجانات متنوعة
خلاصة الخبر
انقطاع الإنترنت في أفغانستان 2025 لم يكن مجرد تعطّل تقني، بل قرارًا مؤثرًا شلّ حياة الدولة الرقمية من الاتصالات إلى التعليم إلى الاقتصاد. إنه الأسوأ من نوعه منذ استيلاء طالبان على السلطة.
أهم المعلومات التي يجب أن يعرفها القارئ:
- انقطاع شامل للإنترنت والخدمات المحمولة على مستوى البلاد. (Reuters)
- تعطّل البنوك، النقل، الطيران، الأعمال الرقمية، والمؤسسات الإنسانية. (AP News)
- توقف وسائل التواصل الاجتماعي، وشرائح الاتصال المتقدمة، وعودة العمل على شبكات قديمة (2G) فقط. (Reuters)
- مزاعم من السلطات بأنها تصليح كابلات أو “منع الأفعال غير الأخلاقية”، لكنه يُنظر إليه كإجراء رقابي. (Al Jazeera)
- التواصل الاجتماعي الدولي والضغط على إعادة الإنترنت أصبح مسألة ملحة من جهات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية. (Amnesty International)
في الختام:
ترقبوا المزيد وقوموا بحفظ الرابط ليصلكم كل جديد عن أخبار العالم في قسم الترند الآن حول العالم.



