تتعدد ألوان البشرة لدى البشر تبعاً لعوامل وراثية وبيئية، وقد تختلف التسميات من منطقة لأخرى. ومن أكثر الألوان التي يكثر الحديث عنها في العالم العربي هما البشرة الحنطية والبشرة القمحية. كثيرون يخلطون بينهما أو يعتقدون أنهما نفس اللون، لكن في الحقيقة توجد فروق دقيقة تميز كل واحدة عن الأخرى. معرفة هذه الفروق تساعد في اختيار مستحضرات العناية بالبشرة المناسبة، وكذلك تحديد الألوان الأنسب من الملابس والمكياج، مما يعزز من جمال المظهر العام ويزيد من الثقة بالنفس.
في هذا المقال سنسلط الضوء على الفرق بين البشرة الحنطية والقمحية من الناحية العلمية والجمالية، وسنوضح درجات البشرة الحنطية، وخصائص البشرة الحنطية الفاتحة، وأيضاً البشرة الحنطية المائلة للبياض، مع تقديم نصائح عملية للرجال والنساء في كيفية العناية بهذه الأنواع من البشرة.
ما هو الفرق بين البشرة الحنطية والقمحية؟
يتمثل الفرق الأساسي بين البشرة الحنطية والقمحية في الدرجة اللونية:
- البشرة الحنطية: لونها متوسط بين البشرة البيضاء والسمراء، وغالباً ما يميل لونها إلى الدفء مع لمسة ذهبية أو زيتونية. أصحاب هذه البشرة يتمتعون بقدرة جيدة على مقاومة أشعة الشمس، ونادراً ما يحترقون بسهولة، بل يكتسبون سمرة جذابة بسرعة.
- البشرة القمحية: تعتبر أفتح قليلاً من الحنطية وتميل أكثر إلى البياض المصفر، مثل لون القمح. تتميز هذه البشرة بأنها قد تتأثر بالشمس بسرعة أكبر من البشرة الحنطية، لكنها في الوقت نفسه أقل عرضة للاحمرار الشديد مقارنة بالبشرة البيضاء تماماً.
إذن نستطيع القول إن البشرة القمحية تقع بين البيضاء والحنطية، بينما الحنطية تقع بين القمحية والسمراء.
درجات البشرة الحنطية
من الأخطاء الشائعة اعتبار البشرة الحنطية درجة واحدة، بينما في الحقيقة لها عدة درجات تختلف في العمق واللمعان، ومن أبرزها:
- البشرة الحنطية الفاتحة: أقرب ما تكون إلى القمحية، لكنها تحمل دفئاً أكثر وملمساً مشرقاً.
- البشرة الحنطية المتوسطة: وهي الدرجة الأكثر شيوعاً في العالم العربي، تمتاز بأنها متوازنة ويمكنها التكيف مع ألوان عديدة من الملابس والمكياج.
- البشرة الحنطية الداكنة: تقترب من السمراء، وغالباً ما تتمتع بملمس مشبع بالميلانين يحميها من حروق الشمس، لكنها قد تكون عرضة لفرط التصبغ في حال الإهمال.
هذه الدرجات تبيّن أن البشرة الحنطية ليست مجرد لون واحد، بل طيف متنوع يتأثر بالوراثة والتعرض للشمس ونمط الحياة.
البشرة الحنطية الفاتحة
تعتبر البشرة الحنطية الفاتحة من أجمل درجات البشرة وأكثرها تنوعاً في الخيارات الجمالية. فهي تعكس إشراقة خاصة، إذ يمكن لصاحبها أن يستخدم ألوان مكياج فاتحة أو داكنة على حد سواء.
- خصائصها:
- لونها قريب من القمحية مع لمسة دافئة.
- تتأثر بالشمس فتسمر بسرعة دون أن تحترق غالباً.
- تبدو متوهجة تحت الإضاءة الطبيعية.
- نصائح للعناية بها:
- استخدام واقٍ شمسي يومياً لحمايتها من الأشعة فوق البنفسجية.
- اختيار كريمات ترطيب خفيفة لا تسبب انسداد المسام.
- الاعتماد على ألوان مكياج دافئة مثل البرونزي والخوخي لتبرز ملامحها.
البشرة الحنطية المائلة للبياض
تأتي هذه الدرجة كحلقة وصل بين الحنطية الفاتحة والقمحية. فهي أفتح من الحنطية العادية، لكن ليست بيضاء تماماً.
- خصائصها:
- لونها فاتح مع لمسة دافئة قريبة من البيج.
- قد تحترق قليلاً تحت الشمس إذا لم تُحمَ جيداً.
- تمنح أصحابها مظهراً صحياً إذا تمت العناية بها بشكل مناسب.
- نصائح للعناية بها:
- الاهتمام بترطيب البشرة بشكل يومي لتفادي الجفاف.
- استخدام ماسكات طبيعية مثل العسل والزبادي لإضفاء نضارة.
- تجنب الإفراط في استخدام المكياج الكثيف حتى لا تبدو البشرة باهتة.
هذه الدرجة بالذات تعتبر محط أنظار في عالم التجميل، حيث تتناسب مع أغلب ألوان الشعر وأطياف المكياج.
العناية العامة بالبشرة الحنطية والقمحية
بغض النظر عن الفروق، فإن العناية الصحيحة هي سر الحفاظ على نضارة البشرة. وإليك بعض النصائح المشتركة:
- واقي الشمس: ضرورة لا غنى عنها لحماية كل أنواع البشرة من الأشعة فوق البنفسجية.
- الترطيب اليومي: يساعد على تجديد الخلايا ويمنع الجفاف.
- التغذية الصحية: الإكثار من الخضروات والفواكه يمد البشرة بالفيتامينات والمعادن.
- شرب الماء: الترطيب الداخلي ينعكس مباشرة على نضارة الوجه.
- النوم الكافي: يحافظ على توازن البشرة ويقلل من ظهور الهالات السوداء.
اقرأ أيضاً: افضل غسول للحبوب واثارها للبشره؛ أبرز 7 أنواع في 2024
الفرق في اختيار المكياج بين البشرة الحنطية والقمحية
- البشرة الحنطية: تناسبها الألوان الدافئة مثل البرونزي، الذهبي، البني، والعنابي.
- البشرة القمحية: يليق بها أكثر الألوان الهادئة مثل الوردي، الخوخي، والبيج الفاتح.
حتى في أحمر الشفاه، تميل البشرة الحنطية إلى الألوان القوية، بينما القمحية يفضل لها الألوان الطبيعية الناعمة.
الفرق في مقاومة الشمس
- البشرة الحنطية: غنية بالميلانين، لذلك تحترق بصعوبة وتكتسب السمرة بسهولة.
- البشرة القمحية: أقل مقاومة للشمس مقارنة بالحنطية، وقد تحترق إذا تعرضت لفترات طويلة دون حماية.
هذا يفسر سبب اختلاف الاحتياجات في واقيات الشمس بينهما، حيث يكفي للبشرة الحنطية واقٍ متوسط الحماية، بينما القمحية تحتاج غالباً لمعامل حماية أعلى.
البشرة الحنطية للرجال
يتمتع الكثير من الرجال العرب والبعض من شعوب البحر المتوسط بـ البشرة الحنطية.
- مميزاتها:
- مظهر ذكوري جذاب خاصة عند التعرض للشمس.
- لا تحتاج إلى عناية تجميلية معقدة.
- تحافظ على شبابها فترة أطول بسبب محتوى الميلانين.
- نصائح للعناية:
- استخدام غسول وجه مناسب للرجال لتفادي تراكم الزيوت.
- حلاقة نظيفة أو تهذيب اللحية بما يتناسب مع لون البشرة.
- تطبيق كريم مرطب بعد الحلاقة لتفادي التهيج.
البشرة الحنطية للنساء
تعتبر البشرة الحنطية لدى النساء من أكثر ألوان البشرة التي تلفت الانتباه. فهي تمنح مظهراً جذاباً ومشرقاً بطبيعته.
- مميزاتها:
- تناسبها أغلب ألوان الملابس، سواء الفاتحة أو الداكنة.
- تمنح المرأة مظهراً أنثوياً ناعماً ومشرقاً.
- تقل فيها مظاهر الشحوب مقارنة بالبشرة الفاتحة جداً.
- نصائح للعناية:
- اختيار كريم أساس بدرجة قريبة من لون البشرة لتجنب المظهر المصطنع.
- اعتماد مكياج عيون دافئ مع لمسة من الهايلايتر الذهبي.
- المواظبة على تنظيف البشرة من بقايا المكياج للحفاظ على نضارتها.
الخلاصة
يتضح من كل ما سبق أن الفرق بين البشرة الحنطية والقمحية ليس كبيراً ولكنه جوهري من الناحية الجمالية والعناية. البشرة القمحية أفتح وتميل إلى لون القمح الفاتح، بينما الحنطية أغمق قليلاً وأكثر دفئاً ولمعاناً. لكل منهما جماله الخاص، لكن الأهم هو فهم طبيعة البشرة والاعتناء بها بما يتناسب مع خصائصها.
سواء كنت من أصحاب البشرة الحنطية أو القمحية، تذكّر أن جمال البشرة لا يعتمد فقط على لونها، بل على نضارتها وصحتها. العناية اليومية البسيطة، وحماية البشرة من الشمس، والتغذية السليمة، كفيلة بأن تجعل بشرتك مشرقة وجذابة مهما كان لونها.
