اسلاميات وتديّن

رجل من الصحابة تصدق ب700 إبل وبكامل تجارته لوجه الله!!!

رجل من الصحابة تصدق ب700 إبل وبكامل تجارته لوجه الله!!!

رجل من الصحابة تصدق ب700 إبل وبكامل تجارته لوجه الله!!! هل سمعت يومًا عن أعظم تضحية في التاريخ؟لعلّك غافل عن هذه القصة العظيمة وتحتاج إلى تذكير يهزّ قلبك… بعد وفاة النبي ﷺ، تغيّرت أحوال الصحابة، ومنهم الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه.

أحداث قصة الصحابي الذي تصدق ب700 إبل وبكامل تجارته لوجه الله!!!

كان عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد أصبح من كبار تجّار المدينة المنوّرة. كان إذا دخل المدينة أحدث فيها حركة عظيمة، وضجّت بها الأصوات، إذ كان يمتلك نحو سبعمئة بعير محمّلة بأنواع البضائع. وكان أهل المدينة يعلمون إذا دخل عبد الرحمن بتجارته.

وذات يوم، دخل عبد الرحمن بن عوف المدينة، ومعه ابنه، فامتلأت الطرقات بالناس، منهم من جاء يشتري، ومنهم من ينظر، والتجار يتحاورون معه. كانت المدينة في حركة لا تهدأ، فوضى حول الجِمال والبضائع.
وكانت عائشة رضي الله عنها -أم المؤمنين- في منزلها، فرأت هذا المنظر من بعيد، فتعجبت وسألت: ما هذا؟ فقيل لها: هذه قافلة عبد الرحمن بن عوف.

فقالت: “أما إن رسول الله ﷺ قال: قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوًا، فإن استطاع أن يدخلها قائمًا فليفعل.”
وفي رواية: “إني لأخشى على عبد الرحمن أن تكون دنياه قد أسرته.”
[رواه أحمد، وصححه الحاكم والذهبي].
وكان النبي ﷺ قد قال:

 

“فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم.”
[صحيح البخاري: 3158، وصحيح مسلم: 2961].

اقرأ أيضاً: حكم استئجار المرأة للوطئ

ماذا كانت ردة فعل عبد الرحمن بن عوف عندما بلغه كلام عائشة رضي الله عنهما؟

 

فلما بلغ هذا الكلام عبد الرحمن بن عوف، خاف خوفًا شديدًا، وبدأ يتأمل في حاله، وقال: لقد شغلتني تجارتي عن طاعة الله، وبدأت أُفتن بها…
وبينما هو في هذا الهمّ، اجتمع حوله التجار، وقالوا له:
“يا عبد الرحمن، بع إلينا هذه البضائع، وهذه الإبل، ونَحن نكفيك أمرها، واذهب أنت لطاعة الله، واترك هذه الدنيا التي تشغلك.”
فقال لهم عبد الرحمن:
“كم ستدفعون؟”
فقالوا: ندفع لك ضعف أرباحك.
قال: “لقد أتاني من هو أكثر.”
قالوا: إذاً ثلاثة أضعاف؟
قال: “لقد أتاني من هو أكثر.”
قالوا: أربعة؟ خمسة؟ ستة؟ سبعة؟
قال: “لقد أتاني من هو أكثر من ذلك كله!”
فقالوا في دهشة: من الذي أعطاك أكثر منا ونحن تجار المدينة كلنا؟
فقال لهم:
“لقد أعطاني الله تعالى عشر أضعاف، قال تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)” [الأنعام: 160].
ثم رفع يديه إلى السماء، وقال:
“اللهم إنّي أشهدك أن كل ما أملك من تجارة، وكل هذه البضائع، وكل هذه الإبل، هي في سبيلك، لوجهك الكريم، للفقراء والمساكين في المدينة.”
فوزّعت تلك القافلة العظيمة على فقراء المدينة حتى قيل:
“لم يُرَ في المدينة يومها فقيرٌ إلا وقد استغنى.”

اقرأ أيضاً:  حكم الزنا برضا الطرفين

ماذا كانت ردة فعل عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول بالخبر؟

فلما بلغ الخبر عائشة رضي الله عنها، بكت بكاءً لا إراديًا، وقالت:
“والله، لذلك شهد له رسول الله ﷺ بالجنة!”

يا له من موقف يهزّ القلوب!
تخلى عبد الرحمن بن عوف عن تجارته العظيمة، عن كل ما يملك، من أجل ألا تكون الدنيا أكبر همه، من أجل ألا يفتنه المال ويشغله عن عبادة ربه، من أجل الجنة.
هذا هو الإيمان الحقيقي.
لقد خاف على نفسه، خاف أن يُفتن، فاختار الآخرة على الدنيا، واختار رضا الله على شهوة المال والملك.
وهذا هو السبب الذي جعل النبي ﷺ يبشّر هؤلاء الصحابة بالجنة.

فالجنة لا تُنال بكثرة المال، بل بكثرة التضحية، والصدق مع الله، والعمل الصالح، والنية الصافية.

 

الفائدة من القصة:

أيها القارئ الكريم، ما هي الأمور التي تشغلك اليوم عن طاعة الله؟
هل هي التجارة؟ هل هو العمل؟ هل هي مواقع التواصل؟ هل هو التعلّق بشخص؟
أنا لا أقول لك: تخلّ عن مالك وتجارتكز

إن كان هناك شيء يشغلك عن صلاتك، عن طاعتك، عن القرآن، عن ذكر الله…
فراجع نفسك. قل دائمًا: “اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا.”

نسأل الله لي ولكم التوفيق والثبات، وأن نكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
ولا تنس المتابعة ليصلك المزيد من هذه القصص التي تحيي القلوب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى