الترند الآن

حرائق لوس أنجلوس: جرجى وخسائر ضخمة جراء حرائق غير مسبوقة في لوس أنجلوس

حرائق لوس أنجلوس

شهدت مدينة لوس أنجلوس، ثاني كبرى المدن الأمريكية، حرائق غابات مدمرة وغير مسبوقة استمرت في الانتشار والتوسع منذ يوم الثلاثاء الماضي. هذه الحرائق، التي أججتها الرياح القوية والطقس الجاف، أدت إلى سقوط خمسة قتلى على الأقل، إلى جانب إجلاء أكثر من 130 ألف شخص من منازلهم خوفًا على حياتهم.

المشهد الكارثي: حرائق تلتهم كل شيء

ألسنة النار تدمر الأحياء والمنازل

في شمال مدينة لوس أنجلوس، تحديدًا في حي ألتادينا، استحالت المنازل إلى رماد بعد أن اجتاحت الحرائق المنطقة. يقول وليام غونزاليس، وهو أحد المتضررين:
“لقد فقدت كل شيء تقريبًا. النيران أحرقت كل أحلامي، ولم يبق سوى الرماد.”

حي هوليود الشهير تحت التهديد

لم تقتصر الأضرار على المناطق السكنية فقط، بل امتدت النيران لتصل إلى أطراف حي هوليود الشهير، مهددة بتدمير المعالم السينمائية والأحياء الراقية في المدينة.

أرقام مفزعة وخسائر غير مسبوقة

ضحايا وخسائر مالية فادحة

بلغت مساحة الحرائق حوالي 6500 هكتار، كما دُمرت أكثر من ألف مبنى في حي باسيفيك باليسايدس الراقي. ووفقًا للسلطات، تُعد هذه الحرائق من أكبر الكوارث البيئية التي ضربت المدينة منذ عقود.

نقص في الموارد البشرية والإمدادات

صرح أنتوني مارونة، رئيس فرق الإطفاء في لوس أنجلوس، بأن المنطقة تعاني من نقص حاد في عناصر الإطفاء لمواجهة هذه الكارثة. وأضاف الحاكم الديمقراطي لولاية كاليفورنيا غافن نيوسوم أن أكثر من 7500 إطفائي من ولايات متعددة يعملون بلا توقف للسيطرة على النيران.

اقرأ أيضاً:  حرائق لوس أنجلوس مأساة طبيعية تهدد المدينة و خسائر تصل إلى 57 مليار دولار

أزمة المياه: عائق جديد

استنزاف الموارد لمكافحة النيران

طالبت السلطات سكان كاليفورنيا بترشيد استهلاك المياه، حيث أصبحت الخزانات المخصصة لتغذية محطات الإطفاء شبه فارغة بسبب الجهود المستمرة لإخماد الحرائق في منطقة باسيفيك باليسايدس.

الرياح العاتية تزيد المأساة

رياح “سانتا آنا”: خطر دائم

تشتهر ولاية كاليفورنيا برياح “سانتا آنا”، التي تهب عادة في الخريف والشتاء. لكن هذا العام، بلغت هذه الرياح قوة غير مسبوقة منذ عام 2011، مما زاد من صعوبة مهمة رجال الإطفاء.

تغير المناخ: عامل أساسي

يربط العلماء بين زيادة تواتر الحرائق والظواهر الجوية المتطرفة وبين التغير المناخي. فبعد سنتين ماطرتين أعادتا إحياء الغطاء النباتي في كاليفورنيا، أدى الشتاء الجاف إلى تحويل هذا الغطاء إلى وقود مثالي للنيران.

الجدل السياسي حول الكارثة

ترامب ينتقد الديمقراطيين

استغل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هذه الحرائق لمهاجمة سياسات الديمقراطيين، حيث نشر عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” تغريدة اتهم فيها إدارة كاليفورنيا بسوء إدارة الموارد المائية، زاعمًا أن المياه تُهدر لحماية “نوع غير مفيد من الأسماك”.

بايدن يعلن المنطقة منكوبة

في المقابل، أعلن الرئيس جو بايدن منطقة الحرائق “منطقة منكوبة”، ووجه بتقديم مساعدات فدرالية لدعم المتضررين. كما ألغى زيارة مقررة إلى إيطاليا للتركيز على إدارة الأزمة.

تأثير الحرائق على النشاط الاقتصادي والثقافي

توقف الإنتاج السينمائي

تسبب انتشار الحرائق في تعطيل الأنشطة السينمائية في هوليود، حيث توقفت عمليات تصوير الأفلام والمسلسلات. كما أُغلق متنزه يونيفرسال ستوديوز الترفيهي، وتأجل الإعلان عن ترشيحات جوائز الأوسكار، بالإضافة إلى تأجيل مراسم توزيع جوائز النقاد.

جهود الإطفاء والمقاومة

تدخل الجيش الأمريكي

أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن استعداد البنتاغون لتوفير الطائرات والمعدات اللازمة لدعم جهود الإطفاء. كما أكد أن المنشآت العسكرية القريبة جاهزة لتقديم المساعدة.

التضامن المجتمعي

بينما تواصل فرق الإطفاء عملها، تتضافر جهود المجتمعات المحلية في توفير المساعدات للمتضررين من خلال تقديم المأوى والطعام والمستلزمات الأساسية.

ماذا يحمل المستقبل؟

الحاجة إلى تحسين البنية التحتية

تسلط هذه الكارثة الضوء على الحاجة الملحة لتحسين أنظمة البنية التحتية والوقاية من الحرائق في المناطق المعرضة للخطر.

أهمية التصدي للتغير المناخي

مع تصاعد وتيرة الحرائق عامًا بعد عام، تبرز ضرورة تعزيز الجهود العالمية للحد من تأثيرات التغير المناخي.

خاتمة

تمثل حرائق لوس أنجلوس تحذيرًا صارخًا بشأن التحديات البيئية التي تواجه البشرية. هذه الكارثة لا تهدد فقط المدينة وسكانها، بل تذكرنا بأهمية العمل الجماعي لمواجهة الكوارث البيئية وحماية الكوكب من التغيرات المناخية المتزايدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى