لماذا خلق الله العيوب الخلقية؟

لماذا خلق الله العيوب الخلقية؟ كما هو معروف عن الله عز و جل أن له شؤؤن في خلق البشر , و
يعلم العلم التام و الحكمة البالغة في خلق المخلوقات بأي شكل من الأشكال خاصة الإنسان , و
إن الإيمان بحكمة الله في خلق الخلق أصل من أصول الإيمان بالدين الإسلامي ,
حيث أن الله عز و جل حتى البعوضة و هي بعوضة لم يخلقها هباءا منثورا ,
حيث كان له حكمته في خلقه , فكيف في خلقه للبشر !! فالله عز و جل
لم يخلق شيء في الأرض إلا بأمره و مشيئته ثم فيه مصلحة للعباد , و
كان مقضى خلق عز و جل في خلق المخلوقات الحية هو _التضاد
_حيث أن الله سبحانه و تعالى من حكمته لخلق المخلوقات و خلق
الملائكة و كانت الشياطين تضادها , كذلك الأمر في خلق الليل و
النهار و الشمس و القمر و الصحة و العافية و الطيب و الخبيث و الخير و الشر ,
حيث أن الله عز و جل فاوت في خلق البشر في كل من
(أبدانهم , عقولهم , قواهم , ثرائهم و فقرهم , صحيحهم و سقيمهم ,
إضافة إلى عاقلهم من مجنونهم ) , فمن المحال أن ترى البشر
متشابهين في كل شيء , و الجميع يعيش حول إطار من الاختلاف , و
كانت حكمة الله من كل هذا الاختلاف هي ؛ الابتلاء للعباد ليرى الشكور منهم و الكفور ,
فمعادن الخلق تتضح بالابتلاءات و لا صادق إلا من طابق قوله عمله !!
فكان الهدف منذ نزول آدم و حواء للأرض و تكاثر نسلهما ما هي إلا #الابتلاء ! فالله سبحانه و تعالى لم يخلقنا لنعلب و نلهو , فالحياة الدنيوية مهما طالت إلا أنها ستنتهي يوما ما , و أن الآخرة هي الحياة الباقية.
و الله عز و جل ابتلى صنف من عباده كي يتعظ الصنف الآخر , و ينظر لحالة نفسه , و يشكر الله سبحانه و تعالى على نعمه , فيتقرب إليه بالطاعات و يبتعد عن المعاصي , و يعلم العبد أن الله تعالى قادر على أن يبتليه كما ابتلى عبده المعاق !
عندما تتراكم عليك المآسي و الهموم , فلا تضجر ! بل انظر لحالة من هو أدنى منك , لحالة من ابتلي في ماله و عرضه و صحته و أنت سلينم معافى !!
ما أسباب العيوب الخلقية عند الأطفال
نرى أن الله عز و جل رحم الصنف المبلى بالإعاقة من عباده , فرحم حالهم , و أسقط عنهم التكاليف الدينية التي فرضت على المسلمين عامة , و كان ذلك تعويضا و رحمة من الله عز و جل على العبد المعاق , و ليس هذا فقط , فلهم عند الله من التعويض و الرحمة في الدار الآخر !!
و من الجدير بالذكر , أ، الله عز و جل جعل شيئاً من الرحمة في قلوب عباده كافة , حيث نلاحظ عندما يبتلى أحد الأفراد بالإعاقة , فإن البشر حوله غالبا ما يذهبون لمساعدته , و الشفقة بحاله و رحمته , و هذه المشاعر الإنسانية , تبعث الحب و الطمأنينة.
في قلوب العباد , و تقوي الرابطة الأخوية و الإنسانية بين بعضهم البعض , و بذلك تتكون في المجتمع رابطة إنسانية قوية , يمكننا تشبيهها بالجسد إذا اشتكى منه عضو واحد ! تداعت لها سائر الأعضاء بالسهر و الحمى !!
و نصل لأخر السطور من حكمة خلق الله المعاقين؛
خلق الله عز و جل هذا الكون وهو مالك هذا الكون وله الحكمة في خلق مخلوقاته , و الكون كله بما فيه تحت حكمه عز و جل , و له الأحقسة الكاملة في التصرف كيفما يشاء مع عباده , لكن هذا لا يعني أن الله سبحانه لو ابتلى عبدا من عباده بالإاعقة فإنه ينبذه و يظلمه !! فالله عز و جل رزق فرعون صحة في الجسم و كان يكرهه.
فكيف له ألا يرزق عبده المسمل بالصحة في البدن !! لكن الأصح ؛ أن العباد غالبا ما ينظرون للأمور الظاهرية ,و يجهلون الحكمة الربانية من خلق الله الإاقة في بعض البشر !! لهذا لو كنت أنت أو فرد من أهلك أو أحدا تعرفه مبتلا بالإاعاقة , فلا تظن نفسك مكروها من أهل السماء , و إنما أن الله أحبك لهذا ابتلاك .
.