
أكثر قضية مثيرة للجدل ومنتشرة بكثرة في الآونة الأخيرة هي قضية: علاقة الصداقة بين الذكر والأنثى! حيث أنّ هناك الطرف المعارض، وهناك الطرف المؤيّد.
هل حقاً من الممكن أن تكون هناك فقط علاقة صداقة بين رجل وامرأة! لماذا هناك طرف معارض وبنسبة أكبر من الطرف المؤيّد! ماذا قال الشرع في هذا الأمر؟
الكثير من المعلومات المثيرة للجدل سوف نناقشها في تقرير الصداقة بين الجنسين – صداقة رجل وامرأة، هل هي واقعية؟ ما هي نظرة المجتمع؟ وهل من الصائب الاستمرار في هذا النّوع من العلاقات أم لا؟
الصداقة بين الجنسين – صداقة رجل وامرأة
إنّ قضار بعضاً من الوقت مع صديق من الجنس الآخر، ومحاولة الترفيه عن النّفس، قد لا يجعل المرأة تُبدي أي اهتمام أو شعور للأمر! لكن مع تكرار الحدث لا يمكن لأحد الطرف ألا يجد في نفسه شعوراً لذلك الصديق.
الصديق الذي يكون من الجنس الآخر لابدّ وأن يجد في نفسه شيئاً يكنّه للطرف المقابل! خاصةً الرجال، لأنّه يقول في نفسه ” أنا لا ينقصني رجولة” فلمَ أكون صديقاً وحسب، فهو يريد مشاعر من الصديقة فوق مشاعر الصداقة.
فطرة الرجل والمرأة مقتضية هذا الشيء، بأن يصبح الرجل إمّا محرماً للمرأة مثل: أبيها، أخيها، عمّها، خالها، وغيره من المحارم، كالأب فما فوق، والابن وما نزل، أو أن يصبح زوجاً لها، وغير ذلك فهو ادّعاء وافتراء على الفطرة البشرية.
علاقة الصداقة النّقية الصافية لا يمكن أن يتواجد بين صديقين من رجل وامرأة، وهنا يتشاركان الغرفة نفسها، ويعيشان معاً، ويتبادلان أطراف الحديث ليلاً ونهاراً لوحدهما معاً! وذلك بحجة أنّه صديقي أو صديقتي المقرب أو المقرّبة.
الرجل لا يمكن أن يصبح صديقاً لامرأة إلاّ في حال واحد! وهو عندما يكون مثلي الجنس! في هذه الحالة فهو يغار منها كأنثى! ولكن لا يمكن أن يكنّ لها مشاعر من نوعٍ آخر، وقد يختلف هذا المنظور عندما يربط الطرفين مكان عمل.
نعم! فمكان العمل أو زملاء دراسة، أو تلك الرابطة السطحية التي لابدّ من تلاقي الطرفين يمكن أن يصبح علاقة معرفة، وفي الوقت نفسه شروط العمل في المكان أو سياسة الدراسة وأحكامها لا يسمح لأحد الطرفين أن يقيما علاقة.
من هنا تكون العلاقة المتكوّنة من محيط العمل أو ساحة دراسة، أو حتى شراكة عمل رسمية ومحدودة، لا يمكن أن تتجاوز الحدود خوفاً على السمعة، ودرءاً للمفسدة، فيها احتفاء وفيها وقار للمرأة والرجل على صعيد واحد.
هل تكوين الصداقات بين الجنسين وتنوّعها أمرٌ محبب للبنات؟
الفتاة بطبعها مفطورة على التعامل مع رجل واحد، والتوجّه وله وإلقاء جميع الاهتمام إليه! ومن هنا جاءت النقطة على تنوّع علاقات الصداقة مع الرجال، فهي غير محببة عند أغلب البنات، ومعظم تلك النّساء لا يخطون هذه الخطوة إلا بدافع القهر والغيرة، أو بدافع نسيان الحبيب والعشيق.
طبع المرأة تحب أن تكون لحبيبها زوجةً وحبيبةً وصديقة! فهو داؤها ودواؤها، وأنيسها وصديقها في الحلوة والمرّة، أمّا تنوّع العلاقات بقصد صداقة بين رجل وامرأة ما هي إلا خداع للنفس، وتضليل لها ولخلق الله الذين قلبياً يعلمون أنّه خطأ ويجب أن يُستهان به بأي شكل من الأشكال.
ماذا عن الرجل هل من الممكن أن يكوّن علاقة صداقة فقط؟
لم يمنع الشرع فقط الأنثى من تكوين العلاقات بل ونهى الرجل أيضاً، ولا يمكن لرجل كان صديقاً لامرأة ولم يجد في نفسه ميلاً لها! سواءً جسدياً أو عاطفياً، وهذا أمر طبيعي مفطور عليه كلا الجنسين،
فإمّا أن يكون محرماً أو أنّه لا يجوز له أو لها إقامة علاقة باسم الصداقة، فهذا أمرٌ لا نقاش فيه ولا يتقبله عقل واعي، ولا يقنع بها الإنسان نفسه بأنّّه من باب إساءة الظن بغيره، فلا يمكن إحسان الظن في مثل هذا.
ماذا يفعل أحد الزوجين عندما يودّ أحدها البحث عن صديق يفضفض له؟
إنّ قيام أحد الزوجين بالبحث عن صديق من الجنس الآخر! دليل على أنّ الطرف الآخر لديه نقص في شيءٍ ما! مثل أنّه مستمع غير جيد أو أنّه لا يبدي أي رد فعل عند الحديث معه ومحاورته حول موضوع ما!
أو أنّه ينتقده في ذلك الأمر الذي يودّ مشاركته، أو أنّه لا يشعر بالراحة مع شريك حياته لذلك يبحث عن غيره! وهذا العمل له جانب حسن وجانب سيء!
الجانب الحسن أنّ الطرف المقصّر يدرك خطأه ويبدأ يعمل من أجل إصلاحها، أمّا الجانب السيء أنّ الزوجين إذا لم يكونا صديقي بعضهما ولم يكونا قريبين كقرب الأصدقاء فهذا أكبر دليل على فشل العلاقة الزوجية.
الصداقة بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج
باختصار وبدون تلاعب بالكلام والزيادة والنّقصان، لا يوجد علاقة بين الرجل والمرأة باسم الصداقة بنية علاقة خارج إطار الزواج، لا في العرف الاجتماعي ولا في الدين الإسلامي، علاقة زملاء عمل أو زملاء دراسة بلا أهداف ونوايا وتحت الانضباط بضوابط مكان التقاء الطرفين قد تكون موجودة، غير ذلك لا يُعترف به.
إنّ الرجل غالباً ما يخفي تحت ستار الصداقة تعاطفاً مع الفتاة! تلك الرغبة في تحقيقها، والتقرّب منها، حيث يوافق أن يكون أحداً من الأصدقاء، حتى يجد الفرصة المناسبة للمغازلة، والتعبير عن حبه واهتمامه بها،
لذا يبدي اهتمامه بها وبأدق تفاصيلها، ويكون حاضراً ومستعداً لمساعدتها، وحل مشكلاتها، حتى يجد مكاناً في قلبها، ولا يمكن لومه في ذلك لأنّه مفطور على علاقة الجنسين ولا يوجد شيء اسمه صداقة خارج إطار الزواج.