الاعتماد على النفس

الاعتماد على النفس، لعل أجمل قدر حصل لي في حياتي هو ؛
أنني بدأت أعتمد على نفسي , بعد أن كنت تلك القطة الصغيرة التي تلجأ تختبئ تحت
أسقف المنازل أو تحت كراسي الحدائق هربا من قطرات المطر ,
بعد أن كانت تنزعج من أن تبتل من المطر !
تماما كهذه القطة ! لم أختلف في حال اعتمادي على أقرب الناس لي , حيث كنت أختبئ
من المشكلات تحت أسقف من اعتمد , لكن كما ثبت عن البشر !
فالبشر لا يبقون لك للأبد !!
لهذا بدأت أمسح دموعي الغزيرة بنفسي , و أرسم الكحل في عيني بعدما
أن أتعبني غدر الأقارب , فتساهلت بالدموع !
لكن أتعلم ؟؟!
أنا الآن حقا لا أكترث .
لا أكترث لأي شيء , بدأت أعلم نفسي بنفسي بعض القواعد الصعبة , بالرغم من كونها
صعبة إلا أنني أجبرتها على التعلم ! لأنك في الأخير لن تحصل على شيء مجانا , حتى
دروس الحياة ستأخذ شيئا منك في المقابل , شيئا ربما يكون أثمن من الدرس !
لذا فتحت نافذة غرفتي , و أسدلت الستار , سمحت لنور الشمس أن تدخل غرفتي , بعدما
حبست نفسي الضعيفة بين جدران غرفتي , لا أسمح لها بالأكل و لا بتنفس الهواء !
حتى مراآتي كنت مغتربة عنها , لكن لا تقلق لم أجعل هذا الأمر يدم كثيرا !
أخذت قطعة من القماش , و قمت بكل فرح و سرور أمسح الغبار عنها , رأيت أمام مرآتي ,
شخصا هزيلا , تحكم المرض على وجهه , لكنني عندما أمعنت النظر , رأيت في عيني أنه
بالرغم من فقداني الكثير من الوزن , و اصفرار بشرتي بسبب المرض , إلا أن هناك
قوة داخلية في عيني , بالكاد فهمته , إنه الإصرار !
أجزم على ما أقول !
إنه الإصرار بلا شك !
بدأت أستوعب بكل سهولة , ما يمكنني فعله تجاه حياتي , حتى أنني بدأت أبحث عن
قواي الداخلية , أنا أعلم جيدا , لم يبتليني الخالق هكذا !
إنه يريد أن يخرج الجوهرة المكنونة في أعماقي , يريد من الوقوف على قدماي !
لم أعد حقا بحاجة إلى البكاء , أو الشكوى من ضعفي , فأنا الآن أدركت جيدا , أن الإنسان
جميل بضعفه , لأنه لولا الضعف لما استطعنا التعرف على ذواتنا !
و بعد سنوات من اعتمادي على الآخرين , أدركت الآن أنني ما كنت سوى عالة
, و أنني بالكاد أستحق ما حصل لي !
بنظري الشخصي ؛
أن الإنسان لو ترك بين النعم , لما عرف قدر الراحة و السكون !
لما عرف قدر الصدق و الوفاء!
لما عرف قدر النعم عليه !
لأصبح الشخص الذي يغذي بطنه , ناسيا تغذية روحه !
الحياة ليست سيئة كما نظن ؛
إنها الجمال بعينه , لذا لا تكره الحياة , اكره بعض نظرتك السيئة للحياة , فأنا و من سبقك بشر
مثل بعض , فلم يولد الشخص من بطن أمه متعلما !
لذا بدأت أحب الحياة , و بدأت أقرأ الكثير من الكتب , ليس هذا فقط فقد جعلت لنفسي جدولا
منظما أستطيع من خلالها من دفع نفسي للأمام !
الحمد للرحمن !
فلولا قليل الابتلاء , لما عرفنا طعم الحياة .